القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

تحرش النساء بالرجال على غرار فيلم " the girl with the dragon tattoo "



اليوم سوف أخذ قضية التحرش نحو منحى مختلف عن المعتاد، فأنا هنا لا أتحدث عن تحرش الرجال بالنساء، بل عن واحد من الملفات المسكوت عنها وهي تحرش النساء بالرجال، وسوف أحاول أن أقرب لك المسافات من خلال مثال توضيحي.

إذا كنت شاهدت فيلم the girl with the dragon tattoo بعناية، فيمكنك أن تُخمن ما سألوح به، وإذا لم تكن شاهدته من قبل، فسوف أحكيه لك بـ إيجاز قبل أن أنقل لك حقيقة من الحقائق التي يغفلها المجتمع أو يتعمد التعتيم عنها.


قصة فيلم the girl with the dragon tattoo

 

يتناول الفيلم قصة حياة فتاة غامضة ومُريبة الطلة كعبدة الشيطان، أو كفتاة من فتيات الإيمو اللاتي يترددن بدهاليز عوالم الأندرجراوند، فطريقة تصفيف شعرها ووجهها المُترع بالأقراط، بالإضافة إلى  تاريخها مع الإدمان، لن يجعلك تعطيها تقييم مرتفع كفتاة صالحة، وبناءً عليه فلا يصح لها سحب أموال من حسابها المصرفي إلا بموافقة الموظف المُشرف على حالتها، وإعطائه سبب يدعم بعض الحالات الاستثنائية، حتى يُسمح لها باستقطاع جزء من أموالها كمصروف جيب أو بعض البنكنوت لشراء طعام وخلافه.

 

يستغل المُشرف أو الواصي بأمر المحكمة حاجة الفتاة للمال، فيبتزها ويُساومها مقابل بعض الممارسات الحميمية المُنحرفة كالجنس الفموي، ويُسهل لها إجراءات سحب النقود، فتسايره وترضخ لشهواته الجامحة، لدرجة أنه يقرر بأحد الليالي أن ينقض عليها كالذئب الهائج ويغتصبها، فتحمل الفتاة جسدها المُنكمش وعليه بصمات حوافره و لعابه الدنس، وقد عقدت النية على العودة والانتقام .

 

وكحال الكثير من الأفلام الغربية للحد من جرائم العنف ضد المرأة، فهناك مشاهد كـ تكبيل السيدات المتضررات للرجال بعد تخديرهم وما شابه ومُعاقبتهم، وهذا من باب تشجيع المرأة على مواجهة هذا الطغيان المتفشي في المجتمعات الغربية التي يُقال عنها أنها تحترم المرة، فنسب جرائم العنف والاغتصاب قياسية هناك، وبالفعل تنتقم فتاة الإيمو من هذا الوغد، وتهدده إذا حاول أن يزعجها مرة أخرى بشأن صرف نفقاتها البنكية.. فسوف تعاود الكرة.

 

كل هذا غير هام بالنسبة لموضوع المقال، بل النقطة الفاصلة عندما تتعرف فتاة الإيمو على بطل الفيلم دانيال كريج وهو نجم سلسلة جيمس بوند الأخيرة، وتتعاون معه في حل لغز إختفاء فتاة وهو المحور الدرامي الرئيسي للفيلم، حيث تحتك بهذا الرجل الوسيم الألفا الجذاب بالنسبة لها، فتقرر أن تفعل معه كما فعل معها المُشرف البنكي، ولكن المرأة العصرية لا تستخدم العنف في التحرش أو الاغتصاب مثل الرجال، بل تسلك مسلك أكثر نعومة وبنفس ذات الوقت مُفعم بالخطورة ألا وهو.. الغواية.

 

نعم للرجل الألفا، لا للرجل البيتا 

 

ما أريد الوصول له من بداية المقال، فكرة تعريف المرأة العصرية لمفهوم التحرش الذي يعتمد على تلامس الرجل لها وعدم احترام رغبتها في القبول أو الرفض، فهناك بعض الفتيات ليس فقط بالمجتمعات الغربية ولكن حتى بمجتمعنا الشرقي، يُبيحن لأنفسهن غواية الشباب والرجال وإظهار مفاتنهن، كما فعلت فتاة الإيمو مع دانيال كريج.

 

فهي لم تنزعج من اغتصاب المُشرف لها، بسبب شرفها وعفة جسدها!! فالتعفف ليس في قاموسهن، وإنما الفكرة في هل ذلك المتحرش ألفا أم بيتا؟ هل هو رجل وسيم وغني ويثير إعجابها فترغب في معانقته بأي شكل من الأشكال، أم ذلك الكائن الرخوي السمين البيتا ضعيف الشخصية الفقير، الذي لا يُرجف حتى رمش عين فتاة نسوية تريد الاستمتاع بحريتها ورغبتها؟؟

 

لذا عندما أرادت هنا الفتاة أن تتحرش بالرجل الألفا، وهبت جسدها له بمحض إرادتها، وقامت بإغواءه بجسمها العاري وممارسة الحميمية معه دون سابق إنظار، ولأن الغرب مؤمنين أن الرجال كالخنازير، فلا يحق له مقاومة تحرش المرأة به أو حتى الاعتراض، بل يسعد بأنها أعطته هذه الأفضلية.

 

وكأن النساء فقط هن ما يمتلكن كرامة الجسد والعرض والشرف أما الرجال فـ لا، رغم أن القانون يعاقب المرأة أيضاً إذا تحرشت بالرجل، ولكن النساء لا يقلقن بشأن هذا القانون، بسبب السردية النسوية التي تُظهر المرأة دائماً على أنها ضحية وأن الرجل ذئب بشري، بالإضافة للإعلام المُوجه المتغافل عن تسليط الضوء نحو قضايا تحرش النساء بالرجال، وعدم انتشار الوعي بين الرجال وإدراك حقوقهم والمطالبة بها، فقليل منهم من يسمو لكرامته ويرفض تحرش المرأة به حتى لو كان نفسي.


 

الغواية والتحرش النفسي 

 

هل تعلم ياعزيزي القارئ أن هناك إحصائية مبنية على دراسة مجتمعية، تؤكد أن نسب تحرش النساء بالرجال تخطت بالسنوات الأخيرة 9 %، وأن هناك 4 % من الرجال مارسوا الحميمية مع نساء بالإكراه بسبب سطوة بعض السيدات سواء كانت مديرة عمله أو معها ورقة ضغط تهدد سمعته أو وضعه المالي إلخ إلخ، ومع ذلك تجد الرؤية المجتمعية العصرية تنهض بقضايا المرأة كضحية للرجل في مسألة التحرش والأغتصاب، ولن تجد فكرة الحديث عن أن هناك رجال ضحايا للنساء قائمة أو مُشجعة.

 

والسؤال هنا.. هل يوجد عقاب رادع للغواية والتحرش النفسي الذي تمارسه المرأة على الرجل، وهل الفتاة التي ترتدي بنطال ضيق وتنورة قصيرة وملابس فضفاضة مثيرة، يمكن اتهامها أنها تحرشت بشاب أعزب مكبوت وحركت غريزته؟؟ بالطبع لا يوجد.. فالقانون البشري لا ينظر للأشياء الوجدانية بل فقط يبحث عن كل ماهو ملموس.


القانون السماوي 

 

بينما قانون رب البشر هو من يُقدر الأمور تقديراً حساساً لا يتخلله ظلم، فاعلمي يا من ترتدي الملابس التي تبرز أنوثتك وتعتقدين أنها حرية شخصية، أنكِ تمارسين التحرش النفسي على مئات الشباب بشكل يومي بالشوارع والجامعات وميادين العمل، وسوف تُسألين أمام الله عن كل تلك الذنوب، فـ المتحرش لفظياً وجسدياً يستحق السحل والسجن والعقاب طبقاً للقانون البشري، وقد يخفف هذا العقاب عن كاهله يوم القيامة.

 

أما من تتبع نظرية فتاة الإيمو التي تحدثت عنها، وترى أن الأمر فقط متوقف على رغبتها وهل المتحرش ألفا أم بيتا؟ فالحرية الشخصية لا تعني أن تكونين سبب في إيذاء الآخرين، حتى لو كان الآذى نفسي وكما تقول الحكمة "أنت حر ما لم تضر".

 

أما بالنسبة لمن يعتقدون أن الشاب هو المُخطىء دائماً، لأن حتى لو الفتاة متبرجة فعليه أن يغض بصره.. نعم أتفق معهم، ولكن حتى لو غض بصره وكان يردع النفس عن الهوى، فالفتاة التي تلعب دور الغاوية تعمل عمل الشيطان في إثارة الفتن، وفي حالة غض بصره أم لا، هي مذنبة وسوف تتحمل الآثام.

 

فبعض الفتيات للأسف حتى بالمجتمعات الإسلامية أصبحن يرتدين ملابس مُقلدة للغرب وللفنانات، بالجامعات والمواصلات والأماكن العامة وأماكن العمل، فكيف للشاب الأعزب والذي عليه أن يحارب طواحين الهواء حتى يستطيع الزواج على الأقل بـ منتصف الثلاثين، بسبب إعتياص تقاليد ومتطلبات الزواج اليوم، أن يغض بصره 24 ساعة وهو مُحاوط بالمُغريات سواء على الإنترنت والسوشيال ميديا وحتى أرض الواقع، بالنهاية هو إنسان لديه مشاعر واحتياجات.

 

وهذا ليس مُبرر إطلاقاً للتحرش، فهو مُطالب أن يكبح جماح شهواته حتى لو وسط كل المغريات، ولكن لكل جواد كبوة وقد تكون كبوته في الانصياع لشهوته، لذا فـ المعادلة تتطلب أن يلتزم الاثنان الشاب والفتاة و الرجل والمرأة، فنحن دينياً ومجتمعياً ضد تحرش الرجال بالنساء، وتحرش النساء بالرجال، ولن نكون مثل المجتمعات الغربية فنتأثر بعادتهم المُقيتة، وإذا قررتي أن تضربي بكلامي عرض الحائط وتفعلين كفتاة الإيمو، فاعلمي أيتها النسوية أن الخنازير من الرجال لا يميلون إلا لنوعيتك، وسوف تتجرعين من أهوال غطرستك ورفضك لمنطق الثواب والعقاب.

 


تعليقات