قاموا صُناع السينما الهوليوودية بإنتاج خمسة أفلام عالمية عن الذكاء الاصطناعي وكأنهم يقرأون المستقبل القريب.. فقد تأججت مؤخراً بعض الاعتصامات والمظاهرات في شوارع وميادين هوليوود، بسبب استخدام شركات الإنتاج لبرامج الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، حيث بدأت المسيرات المُحتجة من قبل كُتاب السيناريو ومن بعدها توالت المخاوف حول هذه التقنية المُعقدة التي تهدد حياة 300 مليون موظف بالعالم.
واستشاط نجوم هوليوود غضباً وتم إثارة حفيظتهم عندما سمعوا عن تأهب الاستديوهات، لجمع صور بعض الممثلين سواء كانوا مشاهير أو كومبارس، واستخدامها مستقبلاً في صناعة أفلام بواسطة الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لدفع مبالغ فلكية لهم، مقابل التعاقد على بطولات تلك الأعمال السينمائية بالمستقبل.
فهل ما أشارت له تلك الأفلام من تكهنات رَعّابة، سوف تتحول إلى مشاهد واقعية ملموسة تجتاح عالمنا؟ كجيش من الروبوتات يحول البشر إلى كائنات منسية من الماضي، وكوكب الأرض يصبح مستعمرة تُدار بواسطة برامج مُحاكاة متطورة؟ هذا ما سنحاول تخيله مع مراجعة تلك الأفلام الفانتازية.
خمسة أفلام عالمية عن الذكاء الاصطناعي
أفلام الخيال العلمي لها جمهور عريض حول العالم، وقد نجح بعض المخرجين والكُتاب في صُنع عوالم موازية أو سريالية، تتغذي على نظريات الفيزياء والميتافيرس، داخل أفلام مُترعة بالأحداث الخيالية المثيرة منها:
1. فيلم A.I. Artificial Intelligence
هو فيلم من إخراج (ستيفن سبيلبرج) وبطولة (ويليام هارت)، (فرانسيس أوكونور)، (جود له)، تم إنتاجه سنة 2001، وحصل على تقييم 7.2 من 10 على الموقع العالمي imdb.
يصور الفيلم مشهد من مشاهد المستقبل، حول روبوت يمكنه الإحساس مثل البشر، فهو يتحدث مثلهم ويفكر بذكاء بشري، فالروبوت ديفيد هو طفل بالنسبة إلى أسرة كادت تفقد صغيرها البشري، فتتبناه ويصبح فرد متفاعل مع العائلة وخاصة الأم مونيكا، فلك أن تتخيل بهذا العالم إنسان آلي يُكن لك مشاعر كالحب والكره !
هذا ما قدمه المُبدع سبيلبرج في رائعته الخيالية، حيث جعلك تتعاطف مع الروبوت ديفيد الذي تتخلى عنه عائلته بعد شفاء طفلهم، فيسعى الروبوت إلى أن يتحول لطفل بشري ليحظى بالاحتواء الأسري كالسابق، فحتى لو أمتلك الآلي مشاعر البشري، هناك حلقة مفقودة في تقبل عالمنا الأمر، وهو ما يحدث اليوم من استهجان البشر لهيمنة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتهديدها للحياة الطبيعية الآمنة.
2. فيلم Ex Machina
هو فيلم من تأليف وإخراج (ألكس جارلاند)، تقييمه على موقع imdb هو 7.7 من 10، بطولة (أوسكار إسحاق)، (أليسيا فيكاندير)، (دومينال غليسون).
يتناول الفيلم قصة حياة شاب عشريني مُبرمج موهوب ومبدع يُدعى (كالب سميث)، لديه مشروع يريد من خلاله تصدير فكرة الذكاء الاصطناعي للعالم، فهو لم يكتفي بصناعة تقنيات رقمية تُجيد حل العمليات المُعقدة إلكترونياً، بل صنع الروبوت الأنثوي (إيفا) الذي يمتلك وجه فتاة فاتنة وجسد آلي ممشوق القوام، وقد حاول بكل إبداعاته نقل لها الكثير من الصفات البشرية مثل الحب والمشاعر، لدرجة أنه وقع في حبها مع مرور الوقت.
3. فيلم Her
هو واحد من أهم خمسة أفلام عالمية عن الذكاء الاصطناعي، فهو يقدم رؤية مختلفة عن أي فيلم رومانسي قد شاهدته من قبل، من بطولة النجم الحاصل على الأوسكار(خواكين فينيكس) والممثلة الجميلة (إيمي آدمز) وفويس أوفر للنجمة المثيرة (سكارليت جوهانسون).
من تأليف وإخراج سبايك جونز، وقد حصل على جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو، وتقييمه 8 من 10 على موقع imdb.
يستعرض معنا الفيلم حياة (ثيودور تومبلي) الذي هجرته خليلته، وأصبح يتجرع آهات الوحدة ويقضي وقت الفراغ مع ألعاب الفيديو، حتى ابتاع برنامج متطور يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنه التواصل من خلاله مع الصوت الأنثوي الأخاذ سامانثا، فيتجاذبان أطراف الحديث وتشاركه في كل مناحي حياته وكأنها خليلته الجديدة، لكن الأمر بالنسبة لتومبلي يتطور بالفعل ويتعلق بها لدرجة العشق، حتى إنه يشعر معها بنفس المشاعر التي كان يأسرها لحبيبته السابقة، ولا يتحمل يوماً بدون التواصل معها والانغماس في حديث طويل لا يتوقف.
4. فيلم TRON: Legacy
فيلم أمريكي تم إصداره عام 2010، من إخراج (جوزيف كوزينسكي) وبطولة (جيف بريدجز)، (أوليفيا وايلد)، (مايكل شين)، (جاريت هيدلوند)، تقييمه على موقع imdb هو 6.8 من 10، وحقق نجاح كبير في شباك الإيرادات حيث جمع 400 مليون دولار وقت عرضه.
يُشير الفيلم نحو عالم إفتراضي أشبه بألعاب الفيديو، يتم إدارته من خلال برنامج ذكاء اصطناعي اسمه (ENCOM)، هذا البرنامج يُحدث فوضى عارمة بالعالم، ويُسبب خلل في برامج المراقبة الرئيسية للحكومات، فيحاول المُصمم التغلغل داخل هذا النظام وإصلاح الأمر، وبسبب احتدام الصراع داخل اللعبة، يضطر الابن شون التحالف مع والده والولوج للعبة من أجل إنقاذه والسيطرة على تلك الفوضى.
5. فيلم I،Robot
هو آخر فيلم معنا بقائمة خمسة أفلام عالمية عن الذكاء الاصطناعي، للمخرج العالمي (أليكس بروياس) وبطولة الممثل الشهير (ويل سميث)، تم عرضه سنة 2004 وحصل على تقييم 7.1 من 10 على الموقع العالمي imdb.
يسرقنا الفيلم في رحلة ممتعة بصرياً نحو العالم بعام 2035، أي المستقبل القريب جداً الذي ستصبح فيه التكنولوجيا بمثابة أكسير الحياة، وبدونها لا يمكن للبشر الاستمرارية على الأرض، فهذا الفيلم تحديداً يحذر العالم من هيمنة الآلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فكيف يمكننا مواجهة قوة لا تقل ذكاءً ودهاءً عن البشر!!
فبطل الفيلم الضابط ديل يحقق في مقتل خبير تقني من صانعي الروبوتات، فيستغل ديل كرهه لتلك الآلات المعدنية ويبحث وراء الكواليس الخفية لتلك الجريمة، ليكتشف أن الروبوت سوني متورط في الأمر، ومن هنا يغشي الخوف سماء العالم، فالروبوتات قد أعلنت تمردها على البشر وسعيها للسيطرة على الكوكب، وعلى البطل أن ينقل تلك الكارثة المصيرية لمن يصفقون للتقدم التكنولوجي.
فهل تتحقق مخاوف صناع فيلم I،Robot، وبدلاً من مواجهة تهديدات الطبيعية الحانقة من تدنيس البشر لها بأطماعهم وحبهم للحروب والدمار، علينا مواجهة مخاطر سلبيات الذكاء الاصطناعي التي صنعناها بأيدينا!!؟
تعليقات
إرسال تعليق