عالم الأبطال الخارقين
ولكن عند مشاهدتك لفيلم " موسى " ستجد أن بيتر ميمي برئ من إتهام النحت والسرقة، كما يفعل البعض ولا أريد التحدث عنهم فهم لا يمثلون شيئاً هاماً للسينما المصرية، ولكن ما تذوقته في هذا الفيلم هو تأثر بيتر الشديد بعالم الأبطال الخارقين.
فـ خلال مشاهدتك للفيلم سوف تلاحظ أنك تستجمع حالة متأثرة وليس مشاهد مقتبسة من أفلام كـ spider man وخاصة مشهد ضرب البطل الضعيف في الجامعة وملاحقة زميلته له، ومشهد إنقاذ موسى للمواطنين داخل عربات القطار كـ نفس حالة مشهد إنقاذ الرجل العنكبوتي ومحاولته الناجحة في إيقاف قطار بـ نيويورك، أو فيلم iron man عندما أغار على رهائن الإرهاب وقرر تحقيق العدالة بطريقته الخاصة.
موسي والهرم الرابع
كما أنك ستلمس نفس فكرة فيلم الهرم الرابع التي قدمها بيتر في بدايته مع الفنان ( أحمد حاتم )، عن فكرة انتقام شخصي يتحول إلى انتقام جماعي، فالأول عاني من الفقر وموت والدته بسبب عدم السماح لها بالعلاج بالمستشفى الخاصة، أم بطل فيلم موسى فهو ضعيف حتى عند موت أبيه أمام عينيه، لم يستطع الدفاع عنه والتصدي لهؤلاء القتلة.
وكلاً منهما نبت بداخلهما دافع الانتقام واستغلال هذا الدافع في إنجاز مهام معينة سواء بـ الهكر أو علم الميكاترونيكس، من خلال موهبتهما وشغفهما بتلك المجالات وتحقيق نصر شخصي في البداية ليتطور الأمر فيما بعد لـ شعبية كبيرة، وتعاطف من جموع الشعب مع الهرم الرابع أو موسى، فـ الهالة الدرامية والتيمة هنا مكررة، ولكن الفارق في التطور الإنتاجي واستخدام تقنيات وأساليب متطورة، في خلق مؤثرات بصرية لا تقل براعة عن المستخدمة بـ أفلام مارفل .
ملخص فيلم موسي
روبوت صغير
الفيلم يتناول قصة الشاب المنطوي يحيى ( كريم محمود عبد العزيز ) والذي قدم الدور بكل إتقان كما أنه يُعيد إكتشاف موهبته، فهو شاب يعيش مع والده ( صلاح عبد الله ) بمنزل بسيط بمنطقة يكسوها الهدوء، حيث حكى له أبيه عن أخيه الذي توفي قبل مولده وكان سـ يُسميه موسى، ومن هنا يتولد داخل يحيى الحاجة لوجود شقيق في حياته، فيقوم بـ اختراع روبوت صغير يعمل عن طريق توصيل جهاز استشعار عن بعد بالنخاع الشوكي، ومن خلال الجهاز يتحكم في حركة وتصرفات الروبوت، ويُسميه موسى أيضاً.
انتقام موسي
تحين اللحظة التي يتم فيها الانقضاض على منزلهما الهانئ من خلال بعض المجرمين والقتلة فيقومون بقتل الأب، والابن مُختبئ بالمطبخ يرتجف بعد أن أستل سكين حاد ولكنه عجز عن استخدامه، وعندما يُتهم المشكوك في أمره يتم الإفراج عنه من سرايا النيابة لعدم إكتفاء الأدلة، فيحاول موسى الانتحار و لكنه يستجمع شتات عزيمته ويقرر الانتقام.
من خلال تحويل فكرة الروبوت الصغير لـ روبوت ضخم قادر على القتل والسفك وإطفاء نيران غضب يحيى ، وبالفعل ينجح في توجيه موسى نحو وكر هؤلاء القتلة والنيل منهم، ولكن لـ سوء طالعه أو لحسنه فقد كان هناك سائق توك توك بمسرح الجريمة يصور ما يحدث من خلال هاتفه، وهذا السائق الأدمش ساعد في انتشار خبر موسى بين صفوف المواطنين خاصة وأننا نعيش في عصر السوشيال ميديا والتريند.
رمز العدالة
لـ يحقق يحيى أخيراً حلمه في تحقيق العدالة بمساعدة زميلته ريكا ( أسماء أبو اليزيد ) ومساعدة يوسف حجاج (أحمد حاتم ) وبطل الهرم الرابع، ويقومون بـ أكثر من مهمة إنقاذ لضحايا الفاسدين بواسطة موسى، الذي أصبح بين عشية وضحاها بطل قومي في قلوب الأطفال قبل الكبار، ولكن على نحو آخر يظهر أشخاص يبحثون عن تحقيق العدالة ولكن بصورة مختلفة مثل الدكتور فارس نصار ( إياد نصار )، والذي كالعادة كان متألق في أداء الدور فهو فنان يمتلك كاريزما وحضور طاغي حتى لو بمشهد ضيف شرف كـ دوره في فيلم أولاد رزق 2 .
عالم الميكاترونكس
فارس نصار مهندس متخصص في مجال الميكاترونكس، وهو علم متخصص في الحقول الهندسية وكيفية التوصل لطريقة تفكير البشر، ولكنه يعاني من أزمة مرض نجله الصغير بمرض نادر ويحتاج إلى تدخل جراحي سريع، والغريب في هذه الشخصية الغامضة السيكوباتية أنها لا تنضم للشرطة للوصول لـ سر موسى.
إلا لغرض شخصي وهو كشف هوية مبرمج هذا الألي، وبالطبع يعمل نصار بخبث ودهاء من خلال التعاون مع الداخلية من ناحية ومن ناحية أخرى خداع سمير الأشقر ( صبري فواز )، ونصب كمين لـ يحيى عن طريق تزييف حادثة خطف رهائن داخل قطار ليتحرك موسى نحو القطار ويتم كشف سره، كما يقوم بـ خطف نجلة الأشقر وهي مريم ( سارة الشامي ) و حبيبة يحيى .
ذكاء يحيي (ملخص فيلم موسي)
ورغم دهاء نصار في جذب يحيى نحوه إلا أن ذكاء يحيى كان الأقدم، حيث استطاع يحيى إنقاذ مريم منه مقابل إعطائه سر برمجة موسى، ولكن ما تم هو أن نصار وقع فريسة لـ خطة مُحكمة وضعها يحيى ويوسف من خلالها يتم رش مادة منومة كـ أبخرة المبيدات التي تقتل الحشرات الطائرة في منطقة أسر يحيى، ثم يقوموا ثلاثة من رجال الهرم الرابع بوضع قنابل حول بناية الأسر حتى تنفجر البناية، ولكن نصار قد هرب ويحيى مستسلم للموت بالداخل بعد أن أطمئن على هروب حبيبته مريم مع صديقته ريكا.
نهاية متوقعة
ورغم أن النهاية متأثرة أيضاً بالكثير من الأفلام الغربية وحتى فيلم الجزيرة 2 للنجم أحمد السقا، إلا أنها متوقعة حيث يتم القبض على نصار قبل هروبه من البلاد، كما يقوم يوسف بـ إنقاذ يحيى والذي تبين أنه مازال يتنفس بين حُطام الإنفجار، وحينما حضرت فرقة الإنقاذ المدني لـ إطفاء الحريق تظهر شخصية غامضة مُلثمة وعندما تكشف عن اللثم يظهر ( أمير كرارة ) كـ تهيئة لظهور شخصية جديد في عالم المستضعفون كما نرى بـ أفلام مارفل .
وبالنهاية الفيلم ممتع والمؤثرات البصرية شبه إحترافية وكذلك الموسيقى التصويرية تجعلك تغوص مع أحداث فيلم موسي، كما أن هناك أغنية حماسية تشبه أغاني أفلام الأنيمي ذات الطابع الخاص، بالإضافة لـ أداء الممثلين جميعهم كانوا فوق القمة خاصاً كريم محمود عبد العزيز وإياد نصار وأسماء أبو اليزيد، و بيتر ميمي مخرج مجتهد وطموح ولكنه غير مبتكر كما يرى البعض، بل يحاول أن ينقل هوليوود الغرب للسينما المصرية .
تعليقات
إرسال تعليق