في خضم التقدم التقني في الصورة البصرية للسينما المصرية، يقدم المؤلف والمخرج (وائل عبد الله) أول فيلم 3D عربي وهو فيلم يوم 13، من بطولة أحمد داود، شريف منير، دينا الشربيني، مجدي كامل، محمد ثروت، وباقة من النجوم اللامعين كضيوف شرف وهم محمود عبد المغني، أحمد زاهر، جومانا مراد، أروى جودة ونهال عنبر.
مراجعة فيلم يوم 13 بشكل بسيط
هو عمل فني متكامل كفيلم
تجاري يستمتع به الجمهور في صالات السينما، فهو يقدم تيمة مُفعمة بالتشويق
والإثارة يميل لها رواد السينما حالياً، خاصة بعد نجاح تجربة فيلم (الفيل الأزرق)
لمروان حامد وأحمد مراد، لكن المُميز في هذا الفيلم المشاهد المُوترة التي استطاع
من خلالها المخرج ومدير التصوير، خلق حالة من التواصل بين المُشاهد وأبطال العمل،
كأنك بداخل الأحداث وتعيش نفس لحظات التوتر والترقب.
فالسيناريو متماسك
والمؤلف مُلم بكل التفاصيل واستطاع جمعها بأسلوب غير مُتكلف، فمشاهد الرعب كانت
قليلة وغير دموية ومُفجعة، لم يُدهق مسار الأحداث بمشاهد الفلاش باك المُجهدة
للعقل بل وضعها بحرص شديد، كما استخدم أسلوب الفوتومونتاج ذو الإيقاع السريع في
مشاهد جمع أعضاء الحفلة الـ 13، مما لم يخلق مجال للملل والرتابة.
المؤثرات البصرية وتقنيات
الجرافيك كانت ممتازة وأضفت رونق أخاذ، كما انتقى المخرج مواقع التصوير بعناية
سواء الخارجية التي تظهر جمال شوارع ومعالم مصر كالأهرامات، ومواقع التصوير
الداخلية مثل القصر المُترع بالخزف والنجف والديكورات التي تجمع بين الطراز الكلاسيكي
والمودرن، فهو أهم لوكيشن بالفيلم تدور بداخله حوالي 70% من مشاهد العمل.
نقاط الضعف والركاكة
بالفيلم كانت في الشخصيات، فالكثير منها لا يمتلك خلفية عن ماضيه ولا رابط بين
مشاهد الفلاش باك والحاضر، مثل شخصية العمة شيرين التي قدمتها نهال عنبر، وشخصية
علياء التي قامت بها الممثلة فيدرا، مجرد شخصيات تظهر وتختفي بلا تأثير.
كذلك شخصية الطبيب
الروحاني التي لعبها شريف منير، لم تكن على القدر المطلوب من الغموض وصعوبة
المراس، بل كانت شخصية طبيعية كثيرة الفضول والثرثرة والحوارات الركيكة، حتى
اللازمة الخاصة باستقطاع جزء من السجائر قبل شربها، حتى يقلل من شراهة التدخين لم
تضيف شيئاً للشخصية، فالشخصيات طبيعية زيادة عن اللزوم وقد يكون هذا أمر جيد
بالأفلام الواقعية، لكن بفيلم له طابع مختلف يدور حول المنازل المسكونة وعالم
الجريمة والأرواح الخفية، كان لا بد من وجود أدوات مُميزة لدى المؤلف لرسم شخصيات
تناسب إيقاع فيلم يوم 13.
بالرغم من ذلك لم يفشل أي
فنان في تقديم أداء مبهر، مثل الفنان أحمد داود الذي يقدم أول بطولة مطلقة مستحقة
له، والفنانة المتألقة دينا الشربيني فرغم عدم وجود خلفية لشخصيتها إلا أنها نجحت
في تجسيد وتجلية الصراع الداخلي بين الخوف من المنزل والفضول لكشف الحقيقة، ولا
ننسى أداء الفنان المُخضرم مجدي كامل الذي أعطى ثقل للشخصية، حتى ضيوف الشرف
كالفنان أحمد زاهر و محمود عبد المغني والفنانة أروى جودة لم يقصروا في إبهار
الجمهور كالعادة.
مُلخص فيلم يوم 13
يعود (عز الدين فاروق الدمرداش) بعد 25 عاماً قضاهم في كندا لمسقط رأسه، لديه هدف واحد وهو بيع قصر والده، فيخبره محامي العائلة (إبراهيم حناوي) أن القصر مسكون ومن الصعب إيجاد مشتري له، فتحاول زوجة المحامي (حنان) مساعدة عز في معرفة سر الأشباح الموجودة بالمنزل، كما يُصر عز على رفع الستار عن ما يحدث بالقصر من بصمات أقدام متحركة ليلاُ وقرع الأبواب بشدة، والأهم كشف لغز مقتل والدته يوم عيد ميلادها بالقصر، خاصة بعد أن قُيدت القضية ضد مجهول.
يتواصلون مع الطبيب
الروحانى (قيسون الناصر) المهتم بعلم الميتافيزيقا والماورائيات، فيقوم بتركيب
كاميرات مراقبة بكل أرجاء القصر، ومراقبة ما يحدث خاصة بعد تعرض حنان للتعامل غير
المباشر مع ثورة تلك الروح العاثرة وظهور علامة أشبه بالمقص على جدران غرفة ما
بالقصر، فيفسر قيسون أن هذه الروح شاعرة بالقهر والعذاب، ويتكهن بأنها روح والدة
عز السيدة (إلهام) المقتولة، فهي تريد لعالم الأحياء أن يساعدها في كشف الجاني
وتقديمه للعدالة بعد كل هذه السنوات.
بالفعل يقتحموا غرفتها
المُغلقة بعد أن فُتحت لهم، فيجدوا مغطس مُمتلئ بالماء يخرج منه ثعبان مخيف،
فيطلبوا العون من رفاعي يُخرج هذا الثعبان من المنزل، ليبدأوا في البحث عن أي دليل
بالغرفة المسكونة يدلهم على القاتل، فيجد قيسون ثلاثة ورقات مكسوة بالغبار وعفار
السنين، فيُزيح الغبرة عنهم ليجد أسماء المدعوين لحفل عيد ميلاد إلهام منذ سنوات،
وعند إحصاء عدد الموجودين آنذاك يلاحظوا مصادفة غريبة وهي أن عددهم جميعاً بالخدام
كانوا 13 فرد، وعيد ميلاد إلهام يوافق يوم 13 من الشهر، كما أن يوم اكتشافهم لتلك
الورقة هو اليوم 13 لرجوع عز من الخارج.
يقرر هنا قيسون اللجوء
لحيلة المُحاكاة رغم اعتراض المحامي على هذه النظرية، فقيسون يؤمن أن هناك فرق بين
الحقيقة والوهم وهي الفكرة الرئيسية التي تدور حولها قصة فيلم يوم 13، وحتى يقطع
الشك باليقين فعليه إقامة حفل محاكي لعيد الميلاد، وباجتماع الـ 13 فرد الذين
حضروا بالماضي، والمتوفي منهم يقوم أشخاص آخرين بالنيابة عنهم، مثل قيام عز بتجسيد
دور أبيه، وحنان التي تقوم بدور إلهام وترتدي نفس الفستان الذي قُتلت وهي ترتديه.
بالفعل ينجحوا في جمع
العدد المطلوب مثل عمة عز و علياء صديقة إلهام التي ضاع خاتمها الألماظ يوم ارتكاب
الجريمة ومازلت تبحث عنه، وناجي رسام الفتيات العرايا الذي تعمد خيانة صديقه فاروق
مع زوجته إلهام، وقدم لها هدية عبارة عن بورتريه لصورتها بالحفل، بنفس الوقت فاروق
كان مُنشغل بالاستماع لعزف دنيا التي تعزف على البيانو وقد بدى مُتيم بها، أما
إبراهيم الحناوي فقد جلس يرمق إلهام في صمت ومع كل نظرة يكتم بها حبه المطمور
بقلبه، هذا الحب الذي أصبح لعنة أودت به نحو شلل نفسي، بعد حادثة مقتلها ليصبح
قعيد على كرسي متحرك طيلة حياته.
وبينما يحاول كل شخص
بالحفل المُحاكي للماضي كشف أسرار الآخرين وخاصة العلاقة المتأججة بين فاروق
وزوجته إلهام، تُستل الحقيقة المطموسة خارج غمد الماضي، وتعلن عن نفسها أمام
الجميع، فقد كرر عز الدين المريض بالصرع نفس ما فعله بالماضي، عندما اختبأ في
خزانة الملابس وأستل مقصاً وهو يراقب خيانة والدته مع العشيق ناجي، وبمجرد أن
يشعران بوجوده يهرب ناجي وتفتح الأم الخزانة لتجد نصل المقص بشكل لا إرادي مغروس
بقلبها.
إلا أنها تصارع رمقات
الموت الأخيرة بجانبها طفلها يتشنج بنوبة صرع، فيهرول الأب نحوهما ويقرر أن يتخلص
من زوجته بشكل نهائي، فينتزع المقص من أحشائها وينحره أكثر من مرة بجسدها حتى تلفظ
هذا الرمق المتشبث بالحياة، ثم يطلب من شقيقه إسماعيل الثمل وشقيقته ثريا مساعدته
في تلفيق قصة حول ما حدث وكأنها جريمة سرقة، وبالفعل يتم إقناع الجميع أن هناك
سارق أنقض على الغرفة وسرق خاتم من إلهام وقتلها وهرب، أم المقص وهو أداة الجريمة
فيقوم إسماعيل بغسله ومسح آثار الدماء من عليه ووضعه مكانه بالخزانة.
وهذا ما حدث أمام رؤى
الجميع بعد 25 عام، عندما وجدوا عز الدين وهو يافع مُلقي أرضاً و مُصاب بنوبة صرع،
بجانبه جثمان حنان التي أخطأت خطأ جسيم عندما قررت لعب دور إلهام لتلقي نفس مصيرها
جثة مغروس بها المقص ذاته، وكحال هذا المرض (الصرع) الذي يجعلك ترتكب فعل مُشين
وأنت لا تدري وبعد لحظات تنسى ما فعلت، فقد عاش عز سنوات في كندا وهو لا يتذكر أنه
قاتل والدته!!
وبعد أيام من القبض على
عز وحبسه و دفن جثة حنان، يجمع قيسون باقي أفراد العائلة الأحياء ليُبشرهم بخبر
التخلص من الروح العاثرة، واستطاعتهم بيع القصر وتقسيم الإرث ولكنهم لا يلحقوا
الاستمتاع بالخبر، فالروح تعود مرة أخرى تستشيط غضبا مُعلنة على نواياها المؤذية
في هدم القصر على الجميع، وهنا نكون وصلنا لختام مُلخص فيلم يوم 13 الممتع، والذي
سيجعلك تخوض مغامرة بصرية مُشوقة لمدة ساعة وأربعين دقيقة.
تعليقات
إرسال تعليق