القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

لماذا المساواة بين الرجل والمرأة أمر غير منطقي ؟؟

 

المساواة بين الرجل والمرأة


المساواة بين الرجل والمرأة أشبه بالمساواة بين الماء والنار.. فـ لكل منهما تركيبة خاصة وخواص مختلفة، ومع ذلك هناك من يريد أن يجعل الرجال والنساء بساحة معركة شرسة لإثبات من الأقدر، ومن الذي يستحق حمل دفة القيادة مما جعل موازين المجتمع اختلت، فلم تصبح النساء نساء ولا الرجال رجال ؟؟


إذدواجية معايير المرأة العربية العصرية


قبل أن استرسل في توضيح أنه لا يوجد ما يُسمى بمصطلح المساواة بين الرجال والنساء، دعونا نتجول جولة سريعة حول ماهية المرأة العربية العصرية (النسوية) وسعيها في الحصول على حقوقها والتي تكفل بها الإسلام كاملة، فهي ترى نفسها مقهورة وضعيفة وأن الرجل الشرقي مُستبد ومُتعسف.


فمثلاً عندما تبحث المرأة العربية العصرية عن الزواج فهي تبحث عن عائل و سند ورجل يتولى أمورها المادية ومُتطلبات الحياة، لكنها ترفض أن تعمل هي وتشاركه في حمل هذا العبء المادي، وإن فعلت تكون مُضطرة ويتم النظر لهذا الرجل على أنه يسرق مال زوجته .


 وفي العمل تبحث عن حقوقها كـ راتب شهري مثل الموظفين الرجال بدون تمييز، لكنها ترفض أن تساوي بينها وبينهم في ساعات العمل ولا توزيع المهام القاسية، كما تريد امتيازات كترك العمل باكراً والحصول على إجازات مُخصصة لها كـ إجازة الوضع .


وعندما تخرج في نزهة مع خطيبها فـ لا ينبغي لها أن تشارك في تكاليف تلك النزهة، كـ دفع ثمن مشروب أو تدبير موعد بمطعم راقي أو خروجة سينما، فهي ستكون في عصمة رجل وهو المسؤول عن سعادتها مادياً ونفسياً، لكنها ترفض تدخل هذا الرجل في اختيار ملابسها أو إملاء عليها بعد التصرفات من باب القوامة المستقبلية.


وعندما تقود سيارتها بطريقة القيادة النسائية المُتعارف عليها والتي تحمل شيئاً من فقدان زمام الأمور أحياناً، فـ عند حدوث حادث سير لا ينبغي عليك أيها الرجل.. يا من شاركتها الحادث أن تتهمها بالتقاعس وعليك بهدوء أن تنسحب.

والكثير والكثير من الأمور التي تتباين بين الجلافة والبساطة، والتي على الرجل الشرقي أن يتعامل معها بنوع من التمييز بينه وبين المرأة لصالحها بالطبع.. فالرجل الشرقي هو أكثر رجال العالم مقدراً لتلك الأمور ويرى دائماً أن المرأة تستحق مكانة هانئة بسبب طبيعتها الأنثوية وهو عليه تدبر الأمور الشاقة والمسؤوليات بسبب طبيعته الذكورية.


تقليد الفتاة الغربية 


ورغم أن الأمر يبدو منطقياً فـ الإختلاف السيكولوجي والفسيولوجي والبيولوجي بين الرجل والمرأة يجعل كلاً منهما يحمل صفات مختلفة عن الآخر.. ومن نحو آخر فقد تكفل الإسلام بكلاً من واجبات الرجال تجاه النساء وواجبات النساء تجاه الرجال، ولكن الطامة الكبرى كانت في بحث بعض السيدات أو من يطلقن على أنفسهن لقب " فيمنست " عن الفكر الغربي المتطرف نحو مفهوم المساواة المغلوط والفكر النسوي الذي يحمل أهداف غامضة وهادمة لبناء مجتمع سوي وقد تناولت الحديث عن النسوية في مقال مُفصل يمكنك الإطلاع عليه هنا.


فالمرأة الغربية متحررة مستقلة تعمل كالرجل وتعيش كالرجل وتشارك الرجل في كل مناحي الحياة، حتى تعطى لنفسها أحقية المساواة، ولكي تقلدها المرأة العربية فهي ترتدي ملابس فضفاضة لا تناسب تعاليم الدين والأعراف لتكون مثلها، وتعيش أسلوب معيشي لا يتماشى مع فكرة مجتمعنا وبعدها تتهم المجتمع بالرجعية والتخلف.. بل يمكنها أن تتجاوز حدود الأدب في انتقاد الإسلام من أجل مفاهيم كـ الحرية والاستقلالية والمساواة !!.


النساء في الإسلام 


الإسلام تكفل بكل حقوق المرأة وأعطاها قدر كافي من الاحترام وكلف الرجل بذلك حيث قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه " إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم "، ومع ذلك فالمرأة الفيمنست ترى أن الإسلام ظلمها في حقها بالتوريث والغريب أنها كانت قبل الإسلام لا تُورث، أما الإسلام فقد خصص لها نصف حق الذكر المسؤول عن مأكلها ومشربها ومبيتها.


ولم تتوقف عند هذا القدر بل البعض منهن يرين أن الإسلام ميز الرجل عنها في أنه رخص له الزواج من غير مسلمة سواء كانت قبطية أو يهودية ومع ذلك لم يُرخص للمسلمة ذلك.. فهي ترى أن من حقها عملاً بمبدأ المساواة أن تتزوج هي أيضاً بغير المسلم !!


الدين والإسلام رخص للرجل الزواج بـ أربعة ولله في ذلك حكمة حيث زادت مواليد الإناث مقارنة بالذكور وهذه من علامات يوم القيامة الكبرى، وبسبب تلك الزيادة زادت نسبة العنوسة وبالتالي فالحل الوحيد لهذه المعضلة في التعدد.. ورغم ذلك المرأة الغيورة ترى أن الرجل لا يحق له ذلك حتى إن بعض الحمقى منهن ترى أنها أيضاً يحق لها الزواج بـ أربعة.. حتى تشعر بالرضا !!!


المرأة الفاضلة 


وما يزيد من دهشتك أن النساء المؤيدات للحركات النسوية ومؤمنات بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة، يرين أن القوة في ارتدائهن لبس يُظهر مفاتنهن ومهاجمة الرجال في كل محاور الثقافة والفن وحتى السوشيال ميديا.. وأن فكرة اعتراضهن على حقائق ومعتقدات راسخة في المجتمع هي ما ستجعلها المرأة الحديدية.


ولكن يا عزيزتي.. المرأة الفاضلة ليست المرأة المُتبارية أمام الرجل ولا المرأة المُقلدة للمرأة الغربية، بل هي المرأة التي تحترم دينها وأسس مجتمعها، ولها كيان خاص بها تعمل وتقرأ وتحقق طموحاتها في مجالات العلم والتنوير بدون تقليد أو تأثر أعمى، وهنا تحقق ذاتها وليس بسلب حقوق من الرجل ووضعها في كفتها لتشعر بالإنتصار، فـ الرجل ليس بالذئب البشري الذي سرق منها حريتها وحقوقها كما تعتقد بل نظرتها للمجتمع الغربي هو ما جعلها مريضة بعقدة المساواة.



تاريخ المرأة الغربية 


دعونا نلقي نظرة سريعة على تاريخ المرأة الغربية بالقرون الماضية، فهل تعلمين ياعزيزتي أن المرأة في الثقافة اليونانية والإغريقية يتم تصويرها بالشيطان والتحقير من شأنها، كـ الجيفة النجسة وأن المرأة هي سبب الخطيئة ولن تشم رائحة الجنة.


وأن المرأة الغربية طالبت المجتمعات الأوروبية خلال فترة الاحتلال الصليبي للشرق بالمناصفة والعدل بين النساء والرجال كما يفعلون الرجال المسلمين الشرقيين مع نسائهم، فقد شاهدت المرأة الغربية تعاليم الإسلام وكيف يعامل الرجل الشرقي والدته و زوجته.. واليوم أنتِ تفعلين العكس بكل تبجح وكأن الإسلام والرجال هما أعدائك على هذا الكوكب.


قُدسية الخليقة الكونية 


فـ لو قرأتي عن طبيعة الخليقة الكونية، لشاهدتي بكل وضوح أن الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم من طين ومع ذلك لم يخلق السيدة حواء من نفس الطين بل خلقها من آدم، ولله في خلقه شؤون! فـ لو أراد الله أن يساوي بين الرجل والمرأة لفعل، ولكنه أراد أن يجعل المرأة جزء من الرجل تحتمي به وتقوى بقوته وتستند بعزيمته وحبه لها، فقد قال الله تعالى " يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيراً ونساء".


ومن هنا فـ كل الشواهد الإسلامية والعلمية تدحض مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة المُختلق من الغرب، ولكن ديننا لم ينسى حقوق المرأة وأمر الرجل بها.. وهذا هو المفهوم الذي من حقك المطالبة به ألا وهو ( العدل )، أما الإعتراض على تعاليم الدين والآيات القرآنية بسبب غيرتك من الرجل، فهي لا محل لها من الإعراب وعليكِ بالرجوع إلى ماهيتك وتاريخك وأن تعرفي داخل قرارة نفسك، أنكِ أفضل من المرأة الغربية وأنها من يجب إتباعك وتقليدك و ليس العكس.


تعليقات